رصدت السلطات المصرية محاولات مكثفة من جانب تنظيم الإخوان الإرهابي لاختراق المؤسسات الثقافية والأدبية، واستغلالها من أجل العودة إلى المشهد السياسي، باعتبارها إحدى الأدوات الهامة والمؤثرة التي يسعى التنظيم المأزوم للسيطرة عليها للنفاذ من خلالها إلى المجتمع، حسبما كشفت مصادر مطلعة في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية".
وقالت المصادر إن الجماعة الإرهابية حاولت خلال الفترة الماضية توظيف عدد من دور النشر تجاوزت 500 دار داخل مصر من أجل نشر ليس فقط بالاعتماد على كتاب منتمين للتنظيم ولكن باستغلال مجموعات أخرى من الكتاب والمثقفين المؤثرين في المجتمع بهدف إعادة نشر الفكر الإخواني بين الفئات الشبابية على وجه التحديد، لتوفير مساحة لتواجد التنظيم الذي بات منبوذاً على المستوى الشعبي، بسبب عملياته المسلحة.
وأوضحت المصادر أن السلطات نجحت مؤخراً في مصادرة مجموعة من الكتب لثلاثة كتاب، بينهم مصريان يقيمان بالخارج، وآخر أردني، بسبب الترويج للأفكار المتطرفة وإحياء منهج "شرعنة القتل والإرهاب" لمؤسس التنظيم ومنظره سيد قطب.
وأكدت المصادر على استمرار الجهود لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب ستأتي بتخدير العقول وصياغة أفكار لتغييب الوعي المصري، ودفع الشباب من الفئات العمرية المختلفة إلى اعتناق فكر التنظيم، بهدف إفساد أي محاولة لتجديد وتنقية الخطاب، وتسخير الأدب الإسلامي لخدمة الإسلام السياسي.
الرواية باب خلفي لفرض الفكر المتطرف
وفي السياق، يقول الكاتب المصري المختص بالإسلام السياسي والمهتم بالشأن الثقافي سامح فايز، إن جماعة الإخوان تستغل الوسط الثقافي وتحديدا الرواية الأدبية والكتاب باباً خلفياً للعودة إلى المشهد العام في البلاد بعد الضربات القوية التي تلقاها التنظيم في مصر منذ عام 2013 ونجحت في صد موجة الإرهاب التي نفذها.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يوضح فايز أن الأدب الإسلامي مصطلح عرف منذ نحو 100 عام، وكتب فيه أدباء مصريون لهم ثقل كبير في تاريخ الثقافة المصرية، لكن ما يفعله الإخوان هو صبغة الأدب بأهداف الإسلام السياسي وتطويعه لخدمتها، مشيراً إلى استخدام الرواية تحديدا بابا خلفيا من أجل نشر أفكار تلك الجماعات السامة، حتى أصبحنا اليوم نقف أمام طوفان هائل من روايات يطلق عليها أدب ذو طابع ديني، غير أنها ليست سوى روايات تنشر أفكار سيد قطب، منظر التكفير في العالم.
اختراق اتحاد الناشرين
ويوضح الكاتب المصري أن تنظيم الإخوان الإرهابي، دفع بأعضائه للتسجيل باتحاد الناشرين المصري، وما ترتب على ذلك زيادة عدد دور النشر المسجلة بالاتحاد من 260 عضو قبل عام 2012، إلى 560 عضو عام 2014، ووصل الرقم إلى 1300 عضو وقت كتابة المقال، واستطاع عضو تنظيم الإخوان عاصم شلبي، الذي توفي ديسمبر 2013، الوصول إلى منصب رئيس اتحاد الناشرين المصري في حكم الإخوان.
تعليب العقول
ووصف الكاتب المصري رئيس تحرير بوابة دار المعارف ما يقوم به الإخوان بأنه "معركة تعليب العقول"، محذرا من تغلغلهم داخل المؤسسات الثقافية، وقال إن التنظيم الإرهابي قد تلقى ضربات قوية أفقدته توازنه على مدى السنوات العشر الماضية بعد أن كشف وظهر وجهه القبيح أمام المجتمع.
وأضاف: "أدرك قادة التنظيم على المستوى المحلى والدولي، والمؤسسات الاستخباراتية التى تقف خلفه، أن المواجهة المسلحة مع الدولة المصرية لن يكون مصيرها سوى الفشل وسيظل النصر حليفًا للدولة في ظل قوتها وقدرتها على المواجهة والملاحقة الأمنية والعسكرية، ونجاح الضربات الاستباقية وكذلك نجاحها فى خطة التنمية والمواجهة الفكرية من خلال تحرك مؤسسات الدولة باتجاه تجديد الخطاب الديني من أجل مواجهة الفكر الإرهابي بالفكر".