على الرغم من الأداء القوي الذي حققته سوق الأسهم الأميركية مؤخراً، فإن هذا الزخم الصعودي لا يبدو محصناً ضد الرياح المعاكسة، فهناك جملة من العوامل المتشابكة، بعضها اقتصادي وبعضها الآخر سياسي أو تقني، من شأنها أن تُعيد ترتيب المشهد المالي العالمي، وتدفع المستثمرين لإعادة حساباتهم بدقة قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية.

في هذا السياق، يشير تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" إلى أن سوق الأسهم الأميركية تشهد ارتفاعاً قياسياً، لكن المستثمرين يقتربون من بعض العقبات الكبيرة التي سيتعين عليهم تجاوزها خلال بقية هذا العام إذا كانوا يريدون استمرار المكاسب.. وقال خبراء استراتيجيون في بنك إتش إس بي سي غلوبال يوم الاثنين إنهم يرون مجموعة من المخاطر الرئيسية التي تواجه أسعار الأسهم حتى النصف الثاني من عام 2025.

أخبار ذات صلة

ماذا قدّم ترامب في 6 أشهر؟
سبعة عوامل رئيسية تدفع المستثمرين لأسهم التكنولوجيا

وفيما يلي خمسة أمور يقول البنك إنه ينبغي للمستثمرين مراقبتها:

  1. عودة السوق إلى منطقة الخطر (منطقة الخطر هي عندما ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى ما يتجاوز عتبة معينة تشكل خطرا على الأسهم).
  2. تدهور معنويات المستثمرين
  3. ضعف سوق العمل (لا تزال سوق العمل قوية بشكل عام، فقد أضافت الولايات المتحدة 147 ألف وظيفة جديدة في يونيو، وهو رقم يفوق توقعات الاقتصاديين، بينما انخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.1 بالمئة، ليبقى قريبًا من أدنى مستوياته التاريخية.. لكن البنك توقع أن ترتفع طلبات إعانة البطالة حتى أواخر يوليو، مشيرا إلى عوامل مثل العطلة المدرسية، وإغلاق العديد من مصانع السيارات ، وموسم الأعاصير، و"الأنماط الموسمية النموذجية" في سوق العمل).
  4. القلق بشأن الذكاء الاصطناعي (المستثمرون أصبحوا أكثر قلقا بشأن ما إذا كانت الشركات ستتمكن من مواكبة الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي).
  5. هجوم ترامب على الفيدرالي (أي تغييرات غير متوقعة في الاحتياطي الفيدرالي سلبيةً في البداية على الأصول الأميركية عموماً).

تحديات رئيسية

يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • أداء الأسهم الأميركية في الآونة الأخيرة كان لافتاً ومتميزاً؛ إذ سجلت المؤشرات مستويات قياسية جديدة، مدعومة بزخم صعودي قوي.
  • هذا الزخم قد يواجه عدة تحديات في الفترة المقبلة، تتوقف إلى حد كبير على مسار السياسات الاقتصادية والنقدية، إضافة إلى التطورات الجيوسياسية.
  • "رغم تنامي الآمال بخفض أسعار الفائدة خلال هذا العام، لا يزال الفيدرالي الأميركي يتسم بالحذر نتيجة استمرار ضغوط التضخم ومرونة سوق العمل، ما قد يؤجل بدء دورة التيسير النقدي ويؤدي إلى عمليات جني أرباح، خاصة في القطاعات الحساسة مثل التكنولوجيا".
  • التقييمات المرتفعة لأسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي يتم تداولها بمضاعفات ربحية تاريخياً مرتفعة، تجعل السوق هشّة أمام أي مفاجآت سلبية سواء على صعيد الأرباح أو البيانات الاقتصادية.

كما يحذّر من تداعيات تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي العالمي، لا سيما في الصين وأوروبا، وهو ما قد ينعكس سلباً على أرباح الشركات الأميركية الكبرى نظراً لانكشافها الدولي، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من ركود صناعي أو انكماش في التجارة العالمية.

أما على الصعيد الجيوسياسي، فيؤكد صليبي أن التوترات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إضافة إلى ملف تايوان، تُشكّل عوامل ضغط إضافية قد تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

ويتابع:  "رغم الإيجابية الظاهرة في موسم الأرباح الحالي، إلا أن أي نتائج دون التوقعات أو مؤشرات على تباطؤ مستقبلي قد تدفع السوق إلى تصحيحات قوية، لا سيما في الأسهم التي شهدت ارتفاعات حادة مؤخراً".

أخبار ذات صلة

أسواق الإمارات تتألق كقصة نجاح فريدة تُروى بالأرقام والثقة
ما سر ثبات الأسواق رغم عواصف ترامب التجارية؟

قلق المستثمرين

ويشير تقرير لـ "سي إن بي سي" الأميركية، إلى أنه:

  • في الفترة الماضية، أبدى المستثمرون قلقهم بشأن الضغوط التي تفرضها التعريفات الجمركية الباهظة على شركات التكنولوجيا، وما إذا كانت المخاطر الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى عوائد للمساهمين، أم أنها علامات على فقاعة متضخمة.
  • بعد ثلاثة أشهر، انتعشت الأسهم، لكن القطاع لا يزال يعاني من تداعيات سياسات التعرفات الجمركية العالمية المتقلبة للرئيس دونالد ترامب، وعدم اليقين بشأن مصير الرسوم الجمركية على الواردات.
  • حذّرت كل من آبل وأمازون وألفابت في الربع السابق من أن العلاقات المتوترة مع الشركاء التجاريين قد تؤثر سلبًا على الأرباح، مما يؤثر سلباً على المبيعات والإنفاق الإعلاني.
  • ازداد سوق الذكاء الاصطناعي جنونًا، إذ أظهرت شركات التكنولوجيا استعدادها لدفع مبالغ فلكية للكفاءات، بالإضافة إلى عشرات المليارات من الدولارات التي تنفقها على البنية التحتية وتطوير النماذج.

أداء قوي

يقول استراتيجي الأسواق المالية في شركة First Financial Markets، جاد حريري، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • إن الأسواق الأميركية تشهد حالياً مستويات تاريخية مرتفعة، ما يعكس قوة في الأداء العام، لكن في المقابل هناك بعض العوامل التي قد تضغط على هذه المكاسب وتحد من استمرار الصعود.
  • "من بين أبرز هذه العوامل هو تزايد احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، إلى جانب تباطؤ ملحوظ في وتيرة النمو الاقتصادي".
  • “هذه المخاوف قد تدفع بعض المستثمرين إلى التخارج من سوق الأسهم، ما قد يؤدي إلى موجات تصحيح أو تراجع في المؤشرات".

ويضيف: "نلاحظ أن مؤشر ناسداك ما يزال في أعلى مستوياته التاريخية، في حين أن مؤشر داو جونز، وبعد أن سجّل قمة تاريخية، بدأ يتراجع، وهو ما يمكن اعتباره إشارة سلبية نوعاً ما، تعكس تبايناً في أداء المؤشرات واحتمالية حدوث تصحيحات مستقبلية".

أخبار ذات صلة

كيف تقرأ الأسواق هجوم ترامب على جيروم باول؟
هل يخفت زخم صفقات الاستحواذ والدمج بالولايات المتحدة؟
إنفيديا عند مفترق طرق.. ذروة صعود أم بداية تحول عالمي؟
 موجودة في الظل.. أسهم واعدة تختبئ خلف وهج إنفيديا

الاقتصاد الكلي

خبير أسواق المال، هيثم فهمي، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن أغلب العوامل التى قد تعيق إرتفاع الأسهم الأميركية هى عوامل مرتبطة بأداء الإقتصاد الكلى وأهمها المخاوف المرتبطة بمعاودة معدلات التضخم فى الولايات المتحدة فى الإرتفاع بسبب الرسوم الجمركية، وما يترتب على ذلك من إبطاء وتيرة خفض الفائدة بواسطة بنك الاحتياطي الفيدرالى الأميركى.

كما يشير في الوقت نفسه إلى التأثيرات الأوسع نطاقاً للتوترات الجيوسياسية العالمية وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط وانعكاس ذلك على سعر النفط بالإرتفاع.

كذلك يلفت إلى تداعيات تصاعد التوترات الإقتصادية بين الولايات المتحدة وشركائها الإقتصاديين، والأثر المرتقب لذلك على إضطراب سلاسل الإمداد، وإنكماش حجم التجارة الخارجية.

أسواق الإمارات تتفوق على بورصات عريقة